لا زالت الأسباب التي يمكن ان ينشأ عنها مرض القولون العصبي
غير معروفة، ولكن يُعتقد أنه خلل وظيفي ناتج عن زيادة في تحسس الأعصاب
المسؤولة عن التحكم في حركة الأمعاء تؤدي الى استجابة جسدية قوية تجاه
محتويات الأمعاء من اطعمة أو افرازات غازية، وقد يؤثر التوتر والإجهاد سلبا
في الحالة بشكل عام.
ومن
الأعراض المعروفة لمرض القولون العصبي التي شخصها أطباء الاختصاص الآلام
أو عدم الارتياح في البطن. وعادة ما يكون ذلك لمدة شهور أو سنوات تكون
مصحوبة بنوبات من الامساك أو الإسهال.
وقد يكون الاثنان بشكل متبادل، وفي بعض الحالات يحس المصاب بالانتفاخات
المزعجة في البطن، وغالبا ما يعاني المصابون بالقولون العصبي من بعض
المشاكل النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
وهناك
أعراض يجب التأكد من خلو المريض منها، لأنها عادة لا تكون مصاحبة لمرض
تهيج الأمعاء مثل نقص الوزن وفقدان الشهية والدوار المصاحب لفقر الدم، أو
ملاحظة خروج الدم عند التبرز. علما أنه يجب على الطبيب المختص التأكد من
خلو المريض من الأمراض العضوية، وخصوصا في مثل هذه الحالات، وايضا عند
تواجد تاريخ عائلي بأمراض معينة مثل امراض الأمعاء الالتهابية (مرض كرون أو
التهاب القولون التقرحي)
أو السرطان، أو ان يكون المريض فوق سن الخمسين، وذلك بإجراء الكشف
السريري، وبعض الفحوصات والأشعات. وقد يستدعي الأمر اجراء التنظير الداخلي
حسب ما يراه الطبيب مناسبا.
توجهات غذائية :
ونظرا
لعدم وجود علاج قطعي لمرضى القولون العصبي يرى الأطباء أن الخطوة الأولى
في العلاج هي التعرف على العوامل المحفزة ومحاولة التقليل منها، على أن
تكون خطة دائمة لحياة الفرد وليست حلا مؤقتاً، وهذا قد يتطلب جهداً ليس
سهلا على عاتق المريض، لكن ثماره تكون جيدة في كثير من الاحيان. وهنا بعض
التوجيهات التي يراها هؤلاء الأطباء قد تساعد في الحد من اعراض القولون
العصبي وخصوصا مع حلول شهر رمضان المبارك حيث نلاحظ تغيرات جذرية تحدث لنمط
الحياة ونوعية وموعد الوجبات الغذائية الرئيسية، وأوقات النوم والعمل بما
يؤثر سلبا في الشخص العادي، فما بالك بمريض القولون العصبي. وكل هذه
التغيرات يكون لها تأثير مباشر على القولون:
- الاكثار من شرب السوائل في فترة الافطار لمن يشتكي من حالات الامساك المزمن للتعويض عن فترة الصيام.
- التدرج في كميات الطعام عند الافطار.
- زيادة نسبة الأطعمة النباتية والألياف بشكل تدريجي (الا أنه في بعض الحالات قد تزيد الألياف من أعراض المرض بسبب الغازات الناتجة عن تخمرها).
- التقليل من النشويات (مثل الارز والخبز وكل انواع المعجنات والبطاطا) لأنها تنتج كميات كبيرة من الغازات في الأمعاء اثناء عمليات الهضم.
- التقليل من الدهون حيث تكثر انواع الاطعمة المقلية على مائدة رمضان.
- عدم الاكثار من المشروبات الغازية والكافيين لأنها تزيد من هيجان القولون.
- تناول الوجبات وفقا لمواعيد محددة خلال ساعات الافطار يساعد على انتظام عملية الهضم ويقلل من تقلصات الأمعاء.
- ممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة ثلاث الى اربع مرات في الأسبوع يساعد على تحفيز تقلص الأمعاء ويقلل من الأعراض المصاحبة. كما يحد من الشعور بالتوتر والاكتئاب.
- وهناك بعض الأدوية التي يمكن استعمالها بدون وصفة طبية الا انه يجب عدم الاكثار منها أو الاعتماد عليها لما قد تسببه من مضاعفات جانبية. وهذه الأدوية منها مضادات الاسهال (لوبيراميد – بزموث) اما الألياف الطبيعية فتستعمل للتخلص من الامساك، ولكن يجب ان يصاحب ذلك اخذ كميات كبيرة من الماء حتى لا تؤدي الى الامساك، وذلك لقوة امتصاصها للسوائل. علما بأن استشارة الطبيب المختص أمر ضروري حتى يتم التأكد من التشخيص أولاً، ومن ثم متابعة العلاج ببعض الأدوية الموصوفة من ملينات مالحة والمسهلات المنبهة كما ان هناك بعض الأدوية مثل (الألوسيترون) وهو مضاد للمستقبلات العصبية حيث يزيد من استرخاء عضلات القولون. وفي الختام ما زالت الابحاث جارية في مجال علاج القولون العصبي مع كثير من التطبيقات والأدوية التي ما تزال قيد الدراسة.
هل أعجبك الموضوع ؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق